وأما الهدف من الطعن في عائشة رضي الله عنها و السبعة المكثرين من رواية الحديث رضي الله عنهم أجمعين ما هو إلا بغية في إسقاط الدين الذي نقلوه إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم
فبالطعن فيهم وشتهم ولعنهم و إلصاق ماقبح من الأوصاف بهم ماكان إلا وراءه الرغبة المجوسية المتأججة في القضاء على إرث محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقلوه إلينا
فيدعون إلى بطلانه بعد الطعن في نُقّاله ..
فعائشة رضي الله عنها قد نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم (2210) حديثًا
وعبد الله بن عمر رضي الله عنه روى (2630) حديثًا
وأبو هريرة رضي الله عنه روى (5374) حديثًا
و أنس بن مالك رضي الله عنه روى (2286) حديثًا
و عمر جابر بن عبد الله رضى الله عنه روى (1540) حديثًا
و سعيد الخدرى رضى الله عنه الذى روى (1170) حديثًا
وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذى قاربت مروياته الألف حديث..
فالطعن في أكثريتهم يترتب عليه رد ما جاء به ورد ماجاء به يترتب عليه رد لثلث عقيدة الأمة ،،
وهكذا يختل الميزان وتتساقط الأركان ،، وتسهل السيطرة على سائر البنيان ..
من المناسب بين الحين والآخر العودة بالزمن والتفرد بسير من قبلنا في رحلة تقودنا إلى التاريخ بين العصور وعبر الحضارات
خصوصاً لو كان يسير بنا إلى أيام النبوة العظيمة التي تنقلها لنا الأدلة الكريمة والأحاديث الشريفة والقصص العطرة
وغيرها الكثير عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وبيته وأصحابه رضوان الله عليهم .. هناك سيكون حديثي في المدينة النبوية المنورة في أرض المسجد النبوي الشريف حيث كان يسكن رسول الله صلى عليه وسلم وزوجاته
ولعل أول بيت أزوره وأطرق بابه وأتوقف عنده لوهلة لأول امرأة بكر تزوج بها ، نعم !
إنها الصحابية الجليلة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها
نسبها :
عائشة بنت أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة رضي الله عنها ويلحظ هنا التقاء نسبها بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
معلومة : كان في الجاهلية اسم أبيها أبي بكر عبد الكعبة ثم بعد دخوله إلى الإسلام سماه المصطفى عليه الصلاة والسلام بعبدالله
أما والدتها فاسمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينه بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانه بن الأزد ..
وكان رسول الله يكني عائشة بأم عبدالله نسبه لعبدالله بن الزبير رضي الله عنه ابن أختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكذلك تلقب بأم المؤمنين كغيرها من سائر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في قوله تعالى في القرآن العظيم : [النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم] ومن المعلوم أن صلة الدين والاعتقاد أقوى من صله النسب
أما وصفها ففي رواية ذكرت عنها رضي الله عنها أنها قالت : ’’ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد فقال لي : يا حميراء ، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ ، فقلت : نعم
’’ والحميراء تصغير للحمراء مقصده البياض حيث قال الذهبي رحمه الله " والحمراء في خطاب أهل الحجاز : هي البياض بشقرة ، وهذا نادر فيهم"
ولادتها :
ولدت عائشة رضي الله عنها في مكة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبع سنين تقريباً وكانت تصغر بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها بثماني سنوات ..
إلا أن عائشة رضي الله عنها قالت في أحد أحاديثها : ’’ لم أعقل أبويّ قط ، إلا وهما يدينان الدين ’’
كما جاء أيضاً عن رواية إبن إسحاق حين سرده لأسماء من أسلم الصحابة قديماً وكان أحدها عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة ، فإذاً هي ممن ولدت على مهد الإسلام وفتحت عينيه عليه حيث نشأت شطراً في بيت الصديق عند أبويها بحوالي 9 سنوات وشطراً في بيت النبوة عند المصطفى صلى الله عليه وسلم بحوالي 9 سنوات وترعرعت ..
وقبل زواجها من النبي عليه الصلاة والسلام ذكر أنها كانت مخطوبة لجبير بن مطعم بن عدي حتى تحلل من وعده
وبعدها تم عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وهي بعمر ست سنين وبنى عليها وعمرها تسع سنين في حديثها رضي الله عنها قالت :
’’ تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكت فتمرق شعري ، فوفى جميمة
فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي ، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار
وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت
فقلت الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني ، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين ’’ انتهى
وفي حديث آخر قالت : ’’ تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه جبريل بصورتي وإني لجاري علي حوف فلما تزوجني ألقى الله علي حياء وأنا صغيرة " انتهى , والحوف هنا هو سيور في الوسط
كما روت أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها : "رأيتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقه من حرير ويقول : هذه إمرأتك ، فأكشف فإذا هي أنت فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه "
حتى عاشا معاً ثمانية أعوام وخمسة أشهر
وبالتأمل فيما ذكر نلحظ أن عائشة رضي الله عنها تسرد لنا قصه من قصص حياتها التي مرت بها في مرحله صغرها
حيث كان لها عده صويحبات وتلعب معهم بالأرجوحة بصورة توضح لنا جمال طبيعة تلك البيئة التي تحياها مع حيائها
حتى لحظة تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت أسماء بنت عميس رضي الله عنها هي التي هيأت عائشة للرسول عليه الصلاة والسلام حيث قالت :
" كنت صاحبه عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة قالت : فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحاً من لبن ، فشرب منه ثم ناوله إلى عائشة فاستحيت الجارية
فقلنا : لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي منه ، فأخذت على حياء فشربت منه ثم قال : ناولي صواحبك ، فقلنا : لا نشتهيه ، فقال : لا تجمعن جوعاً وكذباً
فقلت : يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه ، لا أشتهيه يعد ذلك كذبًا ؟
قال : " إن الكذب يكتب حتى الكذيبة كذيبة " انتهى
ويحسن بي بعد هذا أن أذكر لكم بأن والداها رضي الله عنهما عندما تزوجا أنجبت أم رومان عبدالرحمن وعائشة
ويذكر قبل هذا بالنسبة إلى والدها أبا بكر رضي الله عنه أنه تزوج قتيله بنت عبد العزى وأنجبت منه عبدالله وآسماء
ثم تزوج بأم رومان أم عائشة رضي الله عنها , ثم تزوج بحبيبة بنت خارجة بن زيد وأنجب منه أم كلثوم
ثم تزوج بأسماء بنت عميس وأنجبت منه محمد
ويذكر أيضاً قبل هذا بالنسبة إلى والدتها أم رومان أنها تزوجت بالحارث بن سخيرة الأزدي حتى توفي وقد أنجبت منه الطفيل ثم تزوجت بأبي بكر رضي الله عنه
ومن دارها في عش أبويها مع أبو بكر وأم رومان رضي الله عنهما ننتقل إلى دارها في عش الزوجية مع حبيب الله صلى الله عليه وسلم
ودارها ذاك يمتاز بخصائص عظيمة تفردت به عن سائر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بأمر إلهي رباني
يدل على حبه لها وشرف منزلتها في هذه الأمة المؤمنة , فكانوا الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة
قالت عائشة رضي الله عنها : " فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن : يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة
فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار.
قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت : فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني
فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال : "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله مانزل علي الوحي وأنا في لحاف إمرأة منكن غيرها "انتهى
وقد روَت أيضاً رضي الله عنها العديد من الأحاديث من صور حسن معاشرة النبي عليه الصلاة والسلام أحب أن أجملها في عده مواقف عده ففي لعبها قالت رضي الله عنها :
’’ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر ، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب
فقال : ما هذا يا عائشة ؟ ، قالت : بناتي ، ورأى بينهن فرساً لها جناحان من رقاع
فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ ، قالت : فرس ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ ، قالت : جناحان
قال : فرس له جناحان ! ، قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة ، قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه ’’ انتهى
حتى في الأكل والشرب قالت :
’’ كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في ’’ انتهى
غيرتها :
حتى غيرتها فزوجات النبي عليه الصلاة والسلام انقسموا إلى حزبين اثنين
حزب فيه عائشة وحفصة وسودة وصفية و الحزب الآخر فيه أم سلمة وسائر زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم
وقد رويت عن حالها بعد زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة رضي الله عنها قالت : "لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكروا لنا من جمالها قالت : فتلطفت لها حتى رأيتها ، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال
قالت : فذكرت ذلك لحفصة وكانتا يداً واحده ، فقالت : لا والله إن هذه إلا الغيرة ، ماهي كما يقولون
فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت : قد رأيتها ولا والله ماهي كما تقولين ولا قريب ، وإنها لجميلة
قالت : فرأيتها بعد فكانت لعمري كما قالت حفصة ولكني كنت غيري " انتهى
كما كانت أيضاً تعترف بغيرتها على خديجة رضي الله عنها ولعل الله أراد أن يحميها من الغيرة من عده نسوة يشاركنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من ألطاف الله بها
وأيضاً حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها وبلغ ما بلغ حتى أنه كان يعرف أحوالها في الرضا والغضب قال لها يوماً : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى"
قالت : فقلت : ومن أين تعرف ذلك ، قال : أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم
قالت عائشة : قلت : أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك ..
فيا أيها الذين آمنوا إسمعوا وأوعوا إلى حديث عائشة رضي الله عنها وهي ترويه بنفسها حيث كان عمرها آنذاك اثني عشر عاماً :
’’ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه
قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي ، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فرسنا
حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل دنونا من المدينة قافلين
آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي
فإذا عقد لي من جزع ظفار قد إنقطع فالتمست عقدي وحبسني إبتغاؤه
وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت ، وهم يحسبون أني فيه
وكان النساء إذا ذاك خفافاً لم يثقلهن اللحم إنما تأكل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه
وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ، فوجدت عقدي بعدما إستمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب
فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي ، فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت
وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم
فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي
والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير إسترجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها
فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما أنزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك
وكان الذي تولى الإفك عبدالله بن أبي بن سلول ، فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهراً والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك
لا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي إني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي
إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف
فذاك الذي يريبني ولا اشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا
وكنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا
فانطلقت أنا وأم مسطح وهي إبنه أبي رهم بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خاله أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثه
فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها ، فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت أتسبين رجلاً شهد بدراً
قالت : أي هنتاه أولم تسمعي ما قال ، قالت : قلت : وما قال ؟ ، قالت : فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً على مرضي
قالت : فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلّم تعني سلّم ثم قال : كيف تيكم
فقلت : أتأذن لي أن آتي أبوي ، قالت : وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما
قالت : فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت أبوي فقلت : يا أمتاه ما يتحدث الناس ؟
قال : يا بنيه هوني عليك فوالله لقلما كانت إمرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها
قالت : فقلت : سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا ، قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله
قالت : فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود
فقال : يارسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسال الجارية تصدقك
قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال : أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك
قالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً أغنصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين اهلها فتأتي الداجن فتأكله
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبدالله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر :
"يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني آذاه في أهلي بيتي
فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي"
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك
قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية ، فقال لسعد : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله
فقام أسيد بن حضير وهو إبن عم لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين
فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت
قالت : فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، قالت : فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوماً لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي
قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي إمرأة من الانصار فأذنت لها فجلست تبكي معي
قالت : فبينما نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ، قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني
قالت : فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ، ثم قال :
"أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه
فإن العبد إذا إعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه"
قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال
قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : فقلت : وأنا جارية حديثة السن لا اقرأ كثيراً من القرآن وإني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى إستقر في أنفسكم وصدقتم به
فلئن قلت لكم إني بريئة لتصدقني والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف قال : [ فصبرٌ جميلٌ واللهُ المستعانُ على ما تصِفون ]
قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي ، قالت : وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله يبرئني ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى
ولشأني في نفسي كان احقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى
ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها ، قالت : فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء
حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه
قالت : فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها : يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك ، فقالت أمي : قومي إليه
فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل وأنزل الله عز وجل : [إنّ الذينَ جاءُوا بالإفكِ عُصبةٌ مِنكم لا تحسبوهُ شرّا لكُمْ بلْ هوَ خيْرٌ لكمْ] العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في براءتي
قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن اثاثة لقرابته منه وفقره : والله لا انفق على مسطح شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال ، فأنزل الله :
[ ولا يأتلْ أولُوا الفضل منكم والسَّعةِ أن يؤتوا أولي القُربَى والمَساكينَ والمُهاجرينَ في سبيلِ اللهِ ، فليعْفوا وليَصفحُوا ألا تُحِبون أن يغفِر اللهُ لكمْ ، واللهُ غفورٌ رحيم ]
قال أبو بكر : بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقه التي كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبداً
قالت عائشة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري ، فقال : يا زينب ماذا علمت أو رأيت ؟
فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيراً
قالت : وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلمفعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك .. انتهى
ويجدر بي ذكر بعض من آثارها و مكانتها فقد كانت أم المؤمنين رضي الله عنها من أكرم أهل زمانها ولها في سخائها أخبار
فقد بعث إليها معاوية رضي الله عنه قلادة بمائه ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين ، وقال عروة رضي الله عنه أنها تصدقت بسبعين ألفاً وإنها لترقع جانب درعها
وبعث إليها إبن الزبير رضي الله عنه بمال في غرارتين يكون مئة ألف فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس ، فلما أمست قالت : هاتي يا جارية فطوري ، فقالت : أم ذرة يا أم المؤمنين أما أستطعت أن تشتري لنا لحماً بدرهم ؟
قالت : لا تعنفيني لو أذكرتيني لفعلت
وباعت داراً بمائة ألف ثم قسمت الثمن . فهي أم رحيمة وأمة كريمة
ولها كذلك في علمها أخبار , فقد روي عن هشام بن عروة عن أبيه رضي الله عنهم قال :
’’ لقد صحبت عائشة فما رأيت أحداً قط أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له ولا بيوم من أيام العرب ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها ... ’’
فما أشكل على صحابة رسول الله رضوان الله عليهم بحديث قط إلا وسألوا عائشة رضي الله عنها ووجدوا عندها علماً وأهل السلف أيضاً من العلماء من كان يذكرها ويتعجب من فقهها وعلمها بأدب النبوة
ومنهم من كان لا يعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا في النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها
ومنهم من كان لو جمع علم الناس كلهم ثم على أزواج النبي عليه الصلاة والسلام لكانت عائشة رضي الله عنها أوسعهم علماً
و فضلها آه من فضلها فلو كتبت ما كتبت عنها ما بلغت معشاره
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية إمرأة فرعون وفضل عائشة
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
وأذكر من هنا وهناك ما ورد في مجموع الروايات فمما أعطيت رضي الله عنها :
• أن جبريل عليه السلام جاء بصورتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتزوجها
• وأنه صلى الله عليه وسلم تزوجها لست ودخل بها وهي بنت تسع وأنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج بكراً غيرها
• وأن الوحي لا يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في بيتها دون سائر نسائه ومعه في لحاف واحد
• وأنها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه
• وأن الله أنزل براءتها من فوق سبع سماوات بآيات تتلى آناء الليل وأطراف النهار إلى يوم القيامة
• وأنها رأت جبريل عليه السلام ولم يره أحد من نسائه صلى الله عليه وسلم غيرها
• وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قبض في بيتها وفي يومها الذي يدور عليها فيه وبين سحرها ونحرها ولم يله أحد غير الملك إلا هي والملائكة تحف بيتها ووعدت بمغفرة ورزقاً كريماً
• وكان لها يومان وليلتان فقد وهبت سودة رضي الله عنها ليلتها لعائشة رضي الله عنها ولبقية نسائه عليه الصلاة والسلام يوم وليلة
• وأنها زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولم ينكح عليه الصلاة والسلام إمرأة غيرها أبواها مهاجران
• وكانت رضي الله عنها تغتسل معه عليه الصلاة والسلام من إناء واح
• وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وهي معترضة بين يديه
• وكان أيضاً يقبلها وهو صائم دون غيرها ، حتى إستأذن نساءه لتمريضه في بيتها حتى كان آخر زاده من الدنيا ريقها
• وتوفي عليه الصلاة والسلام وريقها في فمه فقد أتي بسواك فقال : "انكثيه يا عائشة" ، فنكثته حتى لان ثم أعطته إياه ..
وفاتـها :
وآخيراً وليس آخراً توفيت عائشة رضي الله عنها في الليلة السابعة عشرة من رمضان في سنة 57 هــ بعد الوتر
وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وأمرت أن تدفن من ليلتها ودفنت في البقيع وعمرها 63 و 6 أشهر
فيلحظ كما يظهر أنها رضي الله عنها ضعيفة البنية أو ربما أصيبت بحمى يثرب التي أصابت عدداً من المهاجرين حين هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
حتى دعا عليه الصلاة والسلام "اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة"
وقد حاول البعض التوصل إلى هوية مرض هذه الحمى وقال بعضهم أنها الملاريا وقيل أيضاً التيفويد
ولكن الأرجح هو الأول حيث كانت فاشية في ذاك الزمن في أهل المدينة أيام الهجرة
ولهذا إلتمسنا كثرة شكواها في سيرتها العطرة في عديد من المواقف منها عندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة في البقيع ودخل عليها ، قالت : " فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي ، وأقول : وارأساه "
وأيضاً في حادثه الإفك قالت : ’’فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهراً ’’
ولا أعلم إن كان سبب فواتها هو الحمى أو غيرها ولكني سأترك كل هذا في مشهد تحضروه معي ومع أمنا عائش الحميراء قد ذكره ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها
أنه أستأذن لابن عباس على عائشة رضي الله عنها وهي تموت وعندها إبن أخيها عبدالله بن عبدالرحمن فقال : ’’ هذا إبن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك ’’
فقالت : ’’دعني من ابن عباس ومن تزكيته’’
فقال لها عبدالله بن عبدالرحمن : ’’ إنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله فأذني له فليسلم عليك وليودعك ’’
قالت : ’’ فأذن له إن شئت ’’ قال : ’’ فأذن له ’’ ..
فدخل إبن عباس رضي الله عنه ثم سلم وجلس وقال : ’’ أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب ’’ ، أو قال : ’’ وصب وتلقي الأحبة ومحمداً وحزبه "
أو قال : ’’ أصحابه ، إلا أن تفارق روحك جسدك ’’
فقالت : ’’ وأيضاً ’’
فقال إبن عباس : ’’ كنتِ أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب إلا طيباً ، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى آناء الليل وآناء النهار ، وسقطت قلادتك في الأبواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في إبتغائها ’’
أو قال : ’’ في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء ، فأنزل الله عز وجل [فتيمّمُوا صَعِيداً طيّباً]
وكان في ذلك رخصة للناس عامه في سببك فوالله إنك مباركة’’
فقالت : ’’ دعني يا إبن عباس من هذا فوالله لوددت أني كنت نسياً منسياً ’’..
فهل بعد كل هذا تجدون كريمة عفيفة , زاهدة ورعة , عالمتًا فقيهة , صابرتا محتسبة !
نترك لكم الأثر والآيات وما بعد كلام خالق العباد من كلام ..
وبعد رواية تلك الأحداث وسطر الأسطورة , وإعلاء النداء لإيقاظ العقول وشحذ النفوس , فإن المصيبة في الدين ليْست كأي مصيبة
وإن تطاوَلَ فرد على دينك وعقيدتك أو أحد كبارها فإن لا صمت يُقبَل ولا كلام يُرد دون ناتج , فهذه الحياة وما عشنا له وتبعناه
فلهم الخسران والخزي في الدنيا والآخرة
أما المجاهدون هنــا فهم أبناء عائشة , ومن أوتوا لو جزءًا من بلاغة الأعراب , وإن السيوف هيَ الأقلام باختلاف حدّتها والقوافي وباختلاف ألوان المعادن
فإن من الشعر لحكمة وللقول ثقله في الميزان
فهيا لنصغي لجمال شعرهم وشفافيّة نثرهم
وهيا لنستجيب لهم ونقل , دمتم لعائشة أبناء وللإسلام جنود :
أتَى الخَبيث لكَي يَقول *** أن خُبثه وصَل المَدى
ويتَطاول ويجَول *** على حبيبةِ المُصطَفى
أيها الخَبيثُ المَجهول * إِلزم لسَانكَ وكفَى
فإنك تَتفوه *** بكذبٍ أشَر
لن نُجبَرك بالقُوة *** بل بإسلوبٍ حَذر
نَمضي فِي ذَلك *** الطَريق نَمحو الأَثر
لذلك الخَبيث *** ذُو اللِسان القَذر
سَننصرُ عَائشة *** رَضي الله عَنها
بكل قُوتنا *** وأسلحَتنا
فداها دمي *** أُم المُؤمنين
حبيبة المُصطَفى *** خَيرُ المُرسَلين
إبنة الصِّديق *** صَديق ( الأَمين )
أَفضل الخلق *** بَعدَ المُرسَلين
ماذا عساني أقول * كَي أذَودَ عَنها
وكُل مُسلم *** غَلا دَمٌه لِعرضها
حَملة كَلمة *** الحَق ومُقتضَاها
رضي الله *** عنها وأرضاها
تُرسل النُور *** لتُضيء الظَلام
الذي تُهنا فيه *** من كثرة الأوهام
صلاتي على النبي *** وزوجته المطهره
أم المؤمنين *** عائشة الطاهره
أختم بالمسك *** والعِطر والرَيحان
وأكرر صلاتي *** على النبي العدنان
الذي أختاره الله *** لكي يكون العُنوان
لخير أمةٍ *** عاشها الإنسان
تالله أبَى الخبيث خاسر ، إلا إفـك المفترين المنافقينَ
المنافقون الذين طعنوا أمي وأمكم ، أم المؤمنينَ
فلم يلبث الملكُ أن أنزل فـي بـراءتـهـا حقـًا يقينـا
في سورة النـور آيـات تتلى مُبيـِّنات ونـورًا مبينـا
عائشة المبرأة من فوق سبع ٍ شداد ٍ، من رب العالمينَ
هـي زوج رسـول الله وحبيبته، هي أم المؤمنينَ
واللهُ قديرٌ أن يقتص منه، وأن يجعله في الغابرينَ
يـوماً ما كنتُ أبـكي .. ما وددتُ غيـر إنصـاتي .. رفعتُ رأسـي لؤطأطِأهُ .. ولِـ أبـكي فـي حُضِـنِ أمـي .. لـ يغـفرَ لـي إلاهـي بِرِّي .. ولتـرضى أمـي عـني
تـذكرتُ المـصطفى .. ماتَ على حُضِنِ أمُّاهَ لـم تلـدني .. إنـما ربَّـاها لـ حبٍ لـ طهارةٍ .. و علـى حيـاءٍ ودينٍ ووَرَعِ .. زوجـةً تحـتَ يديْ أمِـيرِ الأنبـياءِ .. وما يديـّنَ مـن بـني إنْسِ وجِنِ أطْـهَرُ مـن يديهِ ..
هذهِ أمـي .. عائـشةٌ ولـيرضى رَبُها عـنها .. و لِـ أَبكي تلـوَ أُخْـرَى .. مـن ذا الـذي سـيكونُ ولداً .. طائعاً لأمـهِ وهيَ فـي القـبرِ ..
وقد قالها الأمـينُ نبـييّ .. مِـنْهَا ولَداً يدعـي .. فـ سأدعوا يا أمـي .. ولكِ فـي كلِّ دعاءٍ ذَرْفـةُ دمعي .. قـهراً ألمـاً غضـباً .. علـى القـزمِ الحـقيرِ الزَّنْـدَقـي .. الذي يـدعوا بالفُسْـقِ ..
وما هـوَ إلا إفتـراءً .. يومـاً سـيُلاقي ربي ...
تلك الشمس التي ترسل خيوطهآ الذهبيه كل صبآح , تلك القمر المضيء في الظلآم
الحآلك
حآول القرد الوصول إليهآ فرأى إنعكآس القمر في المآ ء ,فسقط وغرق في المآء ظناً منه أنه وصل للقمر...!!
تجرأت أيهآ الخبيث لتجعل لسآنك سكيناً طآعنه في عرض أم المؤمنين رضي الله عنهآ , لكنك لم تعلم أنك أثرت بركآناً خآمد..؟!
إن كآن السكين لسآنك فنحن السيوف , وإن كآن النآر غضبك , فنحن البركآن الذي ستغرق فيه..!
سُميت بالخآسر فخسرت الدنيآ والآخرة
غآز بذآئة لسآنك يفوح في السمآء , وأبيت إلا أن ترمي عليه بعود كبريت , لتشتعل نآر عظيمه أحرقتك..!
فكيت قيود لسآنك وأعطيته الحريه , ليتم القبض عليه أخيرآ..!
ندمك الحقيقي لم يبدأ بعد , تجرأت ع المبرأة من فوق سبع سمـوآت , فقمة الجبل لآتقآرن بالقآع..!
صأصرخ عاليآآ ~ فدآكِ روحي يآزوجة رسول الله
اللهم أرِنآ في خآسر عجآئب قدرتك .. فهو الرجل صآحب الذي إزدآد علمآ زآد جهلـآ
وستظل أخيرآ الكلآب تنبح من بعيد !
عائشة ما زلتي أنتِ عائشة في قلوب المؤمنين يا أُم المؤمنين
نور قلبك قد أنور الدنيا و أبعد كل ظلامٍ لكي من قلبي ومن قلوب المؤمنين سلامٌ
آه ما أقسى كلام الكافرين عليكِ هل نسوا أنكِ أمنا وزوجةُ نبينا
على ما قالو أُقسمُ أنهم سيندمون وماذا غير الكلام يستطيعون أن يفعلون
مهما قالوا من كلامٍ , مَنزلكِ ما زال عالٍ لن تستطيع الكلاب اليه أن تقتربَ
لو فداك المؤمنين بكل روح لن نفي بحقي مهما حصل
سنظل نحميك بكل ما نستطيع اذا أنتي خير أمٌ على وجه الأرض
لكي مني ومن كل المؤمنين تحية شكرٍ على ما كنت تفعلين
ساهمت ريش مناصري امنا عائشة - رضي الله عنها - في نصرتها فتجلت لنا درر نتباها بها
فجزيل الشكر لكل من خطط و رسم و ابدع في هذه النصرة المباركة
و جزيل الشكر لكل من اضمر النية للمساهمة في حملة النصرة
كانت نصرة امنا عائشة - رضي الله عنها - بمجموعة من التصاميم التي ابرزت لنا حس اعضائنا و غيرتهم تجاه ام المؤمنين
فكانت التصاميم عنوانا للتفائل و بداية لنصرة
وتختلف اللغات والدين واحد
وتتعدد الأصوات والقلب واحد
وتتنوّع السبل والمقصد واحد
فإن السلاح قوّة وعلم , قلم وصوْت
نعرض لكم ماتم اختياره وكثر ترداده من نغمات الصوْت ولحن القوْل بما يرد على سفهاء الألسن و دَجّالوا الكلِم ,,
هاهم أصحاب الكلمة الطيّبة ومن أقوالهم لهم حسنات يردون على من كانت أقوالهم لهم هلاك وسترد عليْم بالحسَرات
فلتستيْقظ المشاعر النائمة , عل الإيقاع يكون له دويّ عند البعض فيُحرّك تلك النبضات , التي كادت أن تخلوا من حياة
|| عرض النفاق لعرض أم المؤمنين ||
عرض النفاق لعرض أم المؤمنين
وهي البريئة ربة العرض الحصين
أخذ النفاق بخسّئة ودنائـة
يرمي الحصَان بذلك الأفك المُبين
أو مثل تلك تلاك طهرة عرضها
وينال منها سهم كيد المرجفين !
أمّاه يا أماه لا لا تحزني
عرضي وعرض أبي وكل الأقربين
جُعلَت فداك فأنتي عنوان التقى
والطهر والإيمان والعقل الرزين
ولقد رماكي المرجفون بفرية
تنبيكي عن غدر وحقد دفين
آذوا رسول الله ماذا بعدها
فليبشروا بالذل والخزي المهين
فالله كذبهم وأبطل كيدهم
هذا جزاء الظالمين المعتدين
في سورة النور التي فضحَتهُموا
ببراءة نزلت لأم المؤمنين
إن جائكم متقوّل بإشاعة
فتبينوا يا أخوتي حق اليقين
لتحميل النشيد
http://www.rofof.com/9xgfwp18/Dow.htmlأو
http://www.4shared.com/audio/R6LJVmig/__online.html|| ماهُم بأمّة أحمدٍ ||
ما هم بأمة أحمد لا والذي فطَر السماء
ما هم بأمة خير خلق الله بدءًا وانتهاء
ما هم بأمة سيدي حاشا فليسوا الأكفياء
ما هم بأمة من على الأفلاك من ركز اللواء
من حطم الأصنام من أرسى العدالة والإخاء
من أسمع الدنيا حداء المجد فاشتعلت حداء
من قاد قافلة السلام وفجر الصحراء ماء
واستمطر التاريخ فانهمرت سحائبه ثراء
وغزا الظلام وجاء بالحق المنوّر حين جاء
لم يفقهوا بدرًا ولا أمّت ركائبهم حراء
لم يقرؤوا سعدًا وسيف الله ما فهموا البراء
شيع وأحزاب تضل فلا ائتلاف ولا لقاء
هيَ أمة لكن ومعذرة لمن رفع الغِطاء
هى أمة ويكاد يحسبها المصوّر مومياء
إني أحار بهؤلاء ! أحار نهجًا وانتماء !
فهذا إلى صنم يطيف به وذا عبدَ النساء
وهناك من ظن الرياء براعة فغلا رياء
والمال آلهة فقدّسه وكان له الفداء
إني أحار بهم وقد ساغوا التراشق والبذاء
وحنوا رقابهم فلم تشكوا الهوان والانحناء
إني أحار بهم وقد أمست جموعهم غثاء
يتناطحون تناطح الاكباش تلتهم الغذاء
ويقاتلون عن الرذيلة يرخصون له الدماء
ويحز بعضهم رقاب البعض شوقا واشتهاء
فانظر الى مزق اللحوم ترى العجاب ترى البلاء
انظر الى بـِرَك الدماء وأيهم حقن الدماء !
ويقاتلون عن الرذيلة يرخصون له الدماء
ويحز بعضهم رقاب البعض شوقا واشتهاء
لتحميل النشيد
http://www.rofof.com/9taehx21/Dow.htmlأو
http://www.4shared.com/audio/vBWLHTMs/___online.htmlمن شعر حسَان بن ثابت رضيَ الله عنه || حصَان رزان ||
حصـانٌ رزانٌ مـا تُزنّ بريبةٍ
وتصبحُ غرثى من لحوم الغوافل
حليلةُ خير الناس دينـًا ومنصبًا
نبيِّ الهدى والمكرمات الفواضـل
عقيلةُ حيّ من لؤيّ بن غالبٍ
كرامِ المساعي مجدُها غير زائل
مهذبـةٌ قـد طيَّبَ الله خِيمهـا
وطهَّرها من كل سوء وبـاطـل
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتُه
فلا رفعت سوطي إليَّ أنامـلي
وإن الذي قد قيل ليس بلائطٍ
بها الدهرَ بل قولُ امرئٍ بأماحل
فكيف وَ وُدِّي ماحييتُ ونُصرتي
لآلِ نبيِّ اللهِ زينِ المحامد
له ُرتبٌ عالٍ على الناس كلهم
تقَاصرُ عنه َسَوْرةُ المتطاول
رأيُتكِ وليغفر لك الله حرةً
من المحصنات غيرَ ذاتِ غوئل
لتحميل النشيد :
http://www.rofof.com/9dvwei21/Hsan_Rzan.htmlاو
http://www.4shared.com/audio/F2j02q6h/__online.html|| هيَ الحبيبة ||
هى الحبيبةُ والمختارٌ صاحبُـها
وفى السماءِ علتْ طهراً وتنزيها
على الحريرِ أتى جبريلُ يحملها
إلى الرسولِ من الرحمنِ يهديها
بحرٌ من العلمِ لا تحصى شواطئهُ
والفقهُ إن فاضَ يجرى فى سواقيها
من مثلُ عآئشةٍ فى الفضلِ يدركها ؟
من النسـاءِ وترقى فى مراقيهـا
بكـرٌ مطـهـرةٌ الله بـرَّئـهـا
من فوقِ سبعٍ وعادى من يعاديها
والوحىُ ينزلُ بالآياتِ يقرأها
على فراش مع المختارِ يؤويها
ما غرَّها زخرفُ الدنيا وزينتها
واختارت اللهَ والمبعوثَ هاديها
واللهُ للناسِ والإسلام باركها
وفى التيمم فضلُ اليسرِ يكفيها
حبُّ الرسولِ قـرينٌ فى محبتهـا
ونصفُ أخبآرهِ فى الدينِ ترويها
وماتَ فى حِجرها والقبرُ حُجرَتها
وآخـرُ العهـدِ فى الدنيا مآقيها
طوبى لها زوجةِ الدارينِ مَسكنها
بجنـةِ الخلـدِ من أزواجهِ فيها
لتحميل النشيد :
http://www.rofof.com/11ipesf2/Hya_Al-hbybh.htmlأو
http://www.4shared.com/audio/RPrLkyR8/__online.htmlختامه مسك في :
من شعر أبي عمران بن بهيج الأندلسي || ما شان أم المؤمنين وشاني ||
ما شأن أم المؤمنين وشاني ,, هُدِيَ المُحبُّ لها وضلّ الشاني
إني أقول مبيناً عن فضلها ,, ومترجماً عن قولها بلساني
يا مُبغضي لا تأتِ قبر محمد ,, فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خُصصت على نساء محمد ,, بصفات برّ تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها ,, فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي ,, فاليوم يومي والزمان زماني
زوجي رسول الله لم أرَ غيره ,, الله زوجني به و حباني
وأتاه جبريلُ الكريم بصورتي ,, فأحبّني المختار حين رآني
أنا بـِكرُه العذراء عندي سرّه ,, وضجيعه في منزلي قمران
وتكلم الله العظيم بحجّتي ,, وبراءتي في مُحكم القرآن
والله خفّرني وعظم حُرمَتي ,, وعلى لسان نبيه برَّاني
والله في القرآن قد لعَن الذي ,, بعد البراءة بالقبيح رَماني
والله وبـّخ من أرادَ تنقصي ,, إفكاً , وسبّح نفسه في شاني
إني لمُحصَنة الإزار بريئة ,, ودليلُ حسن طهَارتي إحصاني
والله أحصَنني بخاتم رُسلِه ,, وأذلّ أهل الإفك والبُهتان
وسمِعت وحيَ الله عند محمّد ,, من جبرائيل ونورُه يغشاني
أوحَي إليهِ وكنتُ تحتَ ثيابه ,, فحنا عليَّ بثوبه , خبّاني
من ذا يُفاخرني ويُنكر صحبتي ,, ومحمد في حجره ربّاني
وأخذتَ عن أبويَّ دين محمد ,, وهما على الإسلام مصطبحان
وأبي أقام الدين بعد محمد ,, فالنصل نصلي والسِنان سناني
والفخر فخري , والخلافة في أبي ,, حسبي بهذا مفخراً وكفاني
وأنا ابنة الصدّيق صاحب أحمدٍ ,, وحبيبه في السرّ والإعلان
نــصرَ النبي بماله وفِعاله ,, وخروجه معَه من الأوطان
ثانيهِ في الغار الذي سَدّ الكُوَى ,, بردائِه ,أكرم به من ثاني
وجفا الغنى حتى تخلل بالعبا ,, زهداً وأذعن أيّما إذعان
وتخللت معه ملائكة السما ,, وأتته بُشرى الله بالرضوان
وهو الذي لم يخش لومَة لائم ,, في قتل أهل البغي و العداون
قتل الأُولى منعوا الزكاة بكفرهم ,, وأذلّ أهل الكفر والطغيان
سبَق الصحابة والقرابة للهدى ,, هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ِما استبقوا لنيل فضيلةٍ ,, مثل استباق الخيل يوم رهان
إلا و طار أبي إلى عليائها ,, فمَـكانه منها أجلّ مكان
ويلٌ لعبد خان آل محمد ,, بعداوة الأزواج والأَختـَان
طوبى لمن والَى جماعة صحبه ,, ويكون من أحبابه الحسَنان
بيْن الصَحابة والقرابة ألفة ,, لا تستحيل بنزغة الشيْطان
هم كالأصابع في اليدين تواصلاً ,, هل يستوي كفّ بغير بنان !
حصرت صدور الكافرين بوَالدي ,, وقلوبهم مُلئت من الأضغان
حبّ البَتول وبعلِها لم يختلِف ,, من مِلّة الإسلام فيه اثنان
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعِنا ,, فهمُ لبيتِ الدين كالأركان
نسجت مودتهم سدًَا في لُحمةٍ ,, فبناؤها من أثبت البُنيان
الله ألَّف بين وُدّ قلُوبهم ,, ليَغيظ كلّ منُافق طعّان
رُحماء بينهم صَفت أخلاقهم ,, وخلت قلوبُهمُ مِن الشّـنئان
فدُخولهم بين الأحبّة كُـلفة ,, وسِبابهم سَببٌ إلى الحِرمان
جمعَ الإلهُ المُسلمين على أبي ,, واستبدلوا مِن خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبدهِ ,, مَن ذا يُطيق له على خِذلاني ؟
من حبني فليجتنب من سَبّني ,, إن كان صَان محَبتي ورعاني
وإذا مُحبّي قد ألظَّ بمُبغضي ,, فكِلاهما في البُغض مُستويَان
إني لَطيّبة خُلقت لطيّب ,, ونِساء أحمدٍ أطيبُ النِسوان
إني لأمّ المُؤمنين فمَن أبَى ,, حُبّي فسوف يبُوءُ بالخسران
الله حَبّبني لِقلبِ نبيّه ,, وإلَى الصِراط المُستقيم هَداني
والله يُكرم مَن أرادَ كرامتي ,, ويُهينُ ربّي من أرَاد هوَاني
واللهَ أسألُه زيادَة فضلِه ,, وحَمِدته شكراً لما أولاني
يا مَن يذود بأهل بيْت مُحمد ,, يَرجو بذلك رحمَة الرحمن
صِل أمّهاتِ المؤمنين ولا تحِد ,, عنا فتُسلب حُلّة الإيمان
إني لصَادقة المَقال كريمةٌ ,, إي والذي ذلّت له الثقلان
خذها إليك فإنما هي روضةٌ ,, محفوفة بالروْح والرَيْحان
صلّى الإله على النبيّ وآلهِ ,, فبهم تُشمّ أزاهِر البُستان
لتحميل النشيد :
http://www.rofof.com/11fvrto2/Dow.htmlأو
http://www.4shared.com/audio/pHt_U4Hf/___.htmlإن تمّعنتم وأنصتم لكلمات الشاعر وإنشاد المُنشد فإن هذا يكفي لتوصيَتكم بما يجب أن تُوَصَّوْا به وتُوَصُّوا
آخرا وليْس أخيرًا
[واعتَصِموا بحبلِ اللهِ جَميعًا ولا تفرّقوا]
فشدوا بالكفوف , تمسّكوا بعقيدتكم , فقد كثر أعدائكم من مختلف الأديان وحتى ممن يدّعي أنه من دينكم
أيّها المسلمون لم تترك الأقوال شيئًا إلا وصّت به , ولم ترى الأعيْن أمرًا من حالكم إلا بكته , ولم يترك العلماء حرفًا إلا ترجموه لكم
فاسعوا لتأصيل العقيدة في عقولكم وعقول أبنائكم ومن أنتم بهم موصّون
ولا تجعلوا لعدوّكم عليْكم سبيلاً وتغرّكم الدنيا وتغرّكم أقوالهم بنحن أبناء بلد أو نحن أبناء لغةٍ أو حتى نحن أبناء دين وهدفنا في الدنيا واحد
فما كانت دنيانا منفصلة عن ديننا يومًا
فابحث وتبيّن من دين صاحبك , كيْ لا تسقط في يديّ منافق يتنكّر بلحية أهل الإسلام وكم من آية يُردّدها فيأخذون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض , فإذا بك تُستدرج من حيْث لا تعلم
إياك وإطلاق كلمة أخ أوصاحب إلا على من تعلموه , فإن أخوة الدين ليْست كأي أخوة بل هيَ أكثر الروابط قوّة ولها من الحقوق ما لها وعليْها واحرصوا أين تُلقون تحية الإسلام والسلام
فأظهروا لهم قوّتكم وعدم تهاونكم في دينكم فمهما كان المرء على صلاح وإن بدا فإن للعلاقات حدود
فلا تفتحوا لهم ساحاتكم كي لا يتركوا أثرا غيْر طيب بها
ولا تفتحوا لهم المسامع كي لا يبثّوا سمومهم المدسوسة
ولا تفتحوا لهم أعيُنكم فيتشابه الفعل لكم ومن خلفه كيد كائد
فإن العلم يرفع الأقوام وإن التمسّك بالمبادئ يبني الأمم المحصّنة , ما إن قل العلم إلا قلّت الحصانة وما إن انعدمت المبادئ إلا انعدمت معها شخصيّة الأمة
هذا وماذا نزيد ؟
كونوا أمة محمّد كما ترك لكم خذوه ولا تزيدوا فيزيد الأبناء وم